الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

كيف أحافظ على الدافع لتحقيق أهدافي؟

إذا كانت عندك النية فسوف تحقّق المعجزات..." قد نُواجه العديد من الصعوبات في ظل ظروف حياتنا اليومية وتعترض طريقنا العديد من العَقَبَات والعوائق التي تسبّب لنا الشعور بالإحباط أو الملل أو حتّى العجز، ونفقد بالتالي حماسنا لإكمال مشوارنا نحو تحقيق غاياتنا وأهدافنا وما يلبث أن يتسلّل اليأس إلى نفوسنا ونبدأ بوضع الحجج والمبرّرات لكسلنا وعدم قدرتنا على المضي نحو هدفنا. نتساءل كيف نُحافظ على تلك الشعلة التي تُسمّى الدافع أو الحافز لنحقّق أهدافنا في ظل ظروفنا الصعبة؟ كيف نتجاوز تلك العَقَبَات التي تعترض طريقنا؟ كيف استطاع الأشخاص الذين حققوا نجاحات في حياتهم أن يحقّقوا ما حقّقوه ويَصِلُوا الى غاياتهم؟ هل هناك وصفة سحريّة أو هو مجرّد حظ؟

محتويات المقالة

·        الإيمان بالقدرة على النجاح وتحقيق الأهداف

·        الالتزام والعمل الجاد

·        غيّر نمط تفكيرك وطريقتك في التعامل مع الصعوبات

·        تحلّى بالإيجابيّة واجعل العقبات قِوَىً دافعة لتحقيق أهدافك

        في الواقع، ليس هناك من وصفة سحريّة ولا هو مجرّد الحظ. فجميعنا قادرين على تحقيق أهدافنا التي لطالما تمنّينا تحقيقها، لكنَّ مناط ذلك هو طريقة تفكيرنا ورؤيتنا للأمور، وكيفيّة تعاملنا مع العَقَبَات وظروف الحياة الصعبة.

الإيمان بالقدرة على النجاح وتحقيق الأهداف:

إنَّ الرغبة هي أساس النجاح، فالإنسان لا يستطيع أن يحصل على شيء بدون أن تُولد عنده الرغبة أوّلاً. وبسبب وجود هذه الرغبة قبل أيّ شيء يُصبح المستحيل ممكناً. فالإنسان إذا وُجدت لديه الرغبة يؤمن إيماناً تاماً بقدرته على تحقيقها، ويُصبح هذا الإيمان القوي هو أكبر قوّة دافعة تحوّل الشيء المستحيل إلى أمر ممكن. وعندما يصطدم الناس بأي عقبات أو عراقيل يظهر فارق كبير وحاسم فيما بينهم نتيجةً لوجود هذا الإيمان أو عدم وجوده، فالشخص الذي يوجد لديه هذا الإيمان حتّى لو واجهته أي عقبات أو عراقيل فإنّه يبذل كل ما في وسعه للتغلُّب عليها محاولاً تغيير طريقة فهمه أو تفكيره تارة أو تغيير أسلوب التنفيذ تارةً أُخرى. أمّا الشخص الذي يوجد في قلبه شك فإنَّ شكوكه تولّد مخاوف لا أساس لها، وفي معظم الأحوال فإنّ مثل هؤلاء الناس يُصيبهم اليأس قائلين لأنفسهم "فشلنا كما توقّعنا" والسبب الأوّل الذي يقف وراء فشل الكثيرين في بلوغ أهدافهم هو اليأس الذي يُسيطر عليهم بسرعة شديدة عندما يصطدمون بأيّ عقبات أو عراقيل نتيجةً لخطأ عرضي أو فشل وَقتِي. وإذا نظرنا حولنا فسنجد الكثير من الأمثلة الدالّة على ذلك، أنت نفسك سبق وقد مررت بهذه التجربة أكثر من مرّة، فينبغي علينا أن لا نيأس ولا نستسلم وإنّما نواصل العمل الجاد مؤمنين بقدرتنا على النجاح مكرّسين أنفسنا بإخلاص وتصميم من أجل بلوغ أهدافنا.

 الالتزام والعمل الجاد:

غالباً ما يبدأ الإنسان في السعي لتحقيق هدف ما مغموراً بمشاعر الإثارة والحماس نحو تحقيقه. لكن، وبعد مُرُور فترة من الزمن، يتبخّر هذا الحماس وتبدأ حلقة مُفرغة من الأعذار والأسباب والظروف حول سببِ عدم قدرته على فعل ذلك، أو لماذا لا يمكنه ذلك. والحقيقة أنَّ الكثير من الأشخاص حتّى المنضبطين منهم يبدؤون بهذا الحماس ولكنهم يجدون صعوبة في الالتزام بما يريدون تحقيقه، وهذا هو سبب فشل معظم الناس في تحقيق أهدافهم. فحسب دراسة أعدّها معهد الإحصاء في جامعة secranton أنّ 8 % فقط من الناس يحقّقون أهدافهم التي سعوا إليها حينما اتّخذوا قرارات للعام الجديد. ما السبب في اعتقادك؟ إنّه فشلهم في"الالتزام" متذرّعين بالحجج والظروف. وفي الواقع، إذا كنت ملتزماً، صدّقني ستبذل أقصى جهدك وتفعل كلّ ما يتطلَّبه الأمر لتصل إلى ما تريد وبغض النظر عن العَقَبَات والظروف التي تواجهك، إلّا أنّك تحتاج للتأكُّد قبل ذلك أنّك لست مهتما فقط لأنَّ هذا لا يكفي بل يجب أن تكون ملتزماً. إنَّ مُعظم الناس مهتمون فقط، لا شيء أكثر من ذلك. "مهتمون" بكتابة كتاب، أو فقدان الوزن، أو تعلّم مهارة جديدة. وفي الحقيقة فإنَّ أغلبهم يظلّون غارقين في الحلم والتمنّي وتخيُّل ما سيفعلونه دون أدنى حركة أو فعل يجعلهم يتقدّمون أو يقرّبهم فعليّاً ممّا يريدونه. ونادراً ما يختارون الالتزام الكامل بأفعالهم. إنَّ النجاح الكبير يتطلّب منّا التزاماً حقيقيّاً كبيراً وعملاً جادّاً، وإذا أردنا أن نمتلك القدرة على الحفاظ على دوافعنا بشكلٍ مُستمر وإحراز التقدُّم؛ فعلينا البدأ بمستوى التزامنا وسؤال أنفسنا الأسئلة التالية: هل أنا مُلتزم أم مُهتم فقط لا غير؟ لماذا لم ألتزم بعد؟ تُرى كيف سيبدو النجاح إذا حقَّقت أهدافي؟ هل التزامي يستحقُّ مني كلّ هذا العناء؟ إنَّ الأشخاص الناجحين لا يقضون وقتهم بالتفكير فقط، بل يتحرّكون وينفّذون ويقفزُون إلى أهدافهم الكبيرة. ونحن بأمس الحاجة لتطبيق ذلك. لذلك توقّف عن التفكير، وابدأ في العمل الآن وكُن قبل الغالبيّة التي تحلم فقط.

غيّر نمط تفكيرك وطريقتك في التعامل مع الصعوبات:

 إنَّ الفارق بين الأشخاص الذين نجحوا في تحقيق أهدافهم وبين من لم ينجحوا في ذلك هو نمط تفكيرهم وطريقة تعاملهم مع الظروف الصعبة التي مرّوا بها أو العَقَبَات التي اعترضت طريق نجاحهم. فكل إنسان مهما كان عظيماً وناجحاً لا بدَّ له أن مرَّ بظروف صعبة قبل وصوله إلى ما هو عليه، ولكن ما يميّزه هو امتلاكه عامل مهم لتحقيق النجاح وهو العقليّة المرنة. فالكثير من الناس يؤمنون بأنَّ حياتهم هي عبارة عن ما "يحدث" لهم فقط دون أي تدخّل منهم، أي خارجة عن نطاق سيطرتهم أو تحكّمهم. وفي الحقيقة، فإنَّ هذا النوع من الأشخاص غالباً ما يُلقي باللوم على "الظروف" أو "الآخرين" في حال لم تجري الأمور كما كان يتمنّى وهو ما يُسمّى بالعقليّة الانهزاميّة. قد لا نستطيع أن نتحكّم بكلّ الأشياء أو الظروف المُحيطة بنا، إلّا أنّنا بالرغم من ذلك قادرين على صُنع مستقبلنا إذا ما آمنا فقط أنّنا نحن من نتحكّم بمصيرنا وأنَّ مصدر هذا التحكُّم ينبع من أعماق دواخلنا وأنَّ ما نرغب في تحقيقه من أهداف لن يتحقّق دون أن نعمل عليه حقّاً. عندما نمتلك هذه العقليّة فقط سنتحفّز ونسترجع الدافع لبلوغ هدفنا الصعب. وأخيراً انتبه من حديثك مع نفسك. فإذا وجدت نفسك تقول لنفسك "لا يمكنني فعل أيّ شيء حيال هذا الأمر" أو "هكذا حياتي" أو "لا أملك الخيار"؛ فاسأل نفسك هل هذا الوضع حقيقي فعلاً؟ في الواقع، قد تكون حقّاً أمام موقف صعب أو ظرف لم تتسبّب فيه، لكنَّ الحل لا يكون بالانهزام أمامه، بل مناط التفكير الصحيح هو أن تقول: "كيف يُمكنني تحسين الوضع". وتذكّر أنّك دائماً تمتلك الخيار.

تحلّى بالإيجابيّة واجعل العقبات قِوَىً دافعة لتحقيق أهدافك:

هناك شروط ضروريّة يجب توافرها من أجل حفاظك على الدافع لتحقيق أهدافك التي ترجوها، وأهم هذه الشروط هو السعي الدائم إلى التطوير والتحلّي بالاستعداد النفسي الإيجابي. فالسبب في انغلاق أبواب النجاح أمام بعض الناس يعود إلى عدم وجود عادة التفكير الإيجابي نحو التطوير، واقتصار تفكيرهم على احتمالات الفشل ونظرهم للخلف واتّخاذهم مواقف سلبيّة. فهناك من الناس من إذا اصطدم بعقبات وعوائق فإنّه يحصل على نتيجة طيّبة لهذا السبب، بينما هناك من هو على النقيض من ذلك يحصل على نتيجة سيّئة، فالأشخاص الذين ينتمون إلى النوع الأوّل يعتبرون العوائق أو الصعوبات التي تواجههم عملاً تطويريّاً لهم في حدّ ذاتها، حيث يعتقدون أنّهم سوف يتطوّرون إذا تمكّنوا من اجتياز هذه العَقَبَات أو الصعوبات. فتصبح هذه العَقَبَات بالتالي قِوىً دافعة لهم ومحرّكة نحو تحقيق أهدافهم. وفي المُقابل فإنّّ الأشخاص الذي ينتمون إلى النوع الثاني يصيبهم اليأس ويعتقدون بأنّهم لن يتمكّنوا من إنجاز أهدافهم بسبب اصطدامهم بهذه العَقَبَات أو الصعوبات؛ وبالتالي فإذا ماقارنا بين هذين النوعين من الأشخاص فسنجد فرقاً كبيراً على مستوى النجاح في تحقيق الأهداف. لذلك فإنَّ الناجحين دائماً ما يستخدمون عقباتهم وظروفهم الصعبة ليصبحوا أفضل وأقوى وأكثر نجاحاً. إقرأ أيضاً: 25 طريقة لشحن نفسك بالطاقة الإيجابية الاستمراريّة: إنّ ما يميّز هؤلاء الذين تمكّنوا من الوصول إلى تحقيق أهدافهم هو الاستمراريّة. نعم، الاستمراريّة في العمل كلَّ يوم والمثابرة على وتيرة ثابتة من دون كلل من دون أعذار أو حجج أو انقطاعات. كلَّ يوم عمل وتقدُّم صغير يقودك إلى هدفك الأكبر. إنَّ النجاح مُعادلة غير معقّدة، فقط كل ما تحتاج إليه عمل مستمر كلّ يوم يضعك على الطريق الذي سيقودك للهدف، وبذلك تُبقي على دوافعك ثابتة وتتغلَّب على أيّ عقبات أو ظروف تَحُول دونك ودون وصولك إلى هدفك النهائي. فإذا استطعت الالتزام بذلك والقيام به كلّ يوم ستُحقّق نجاحاً كبيراً، لأنَّ عدد قليل من الأشخاص يقومون بالتقدُّم الصغير، كلَّ يوم. والاستمراريّة تضمن لك ذلك وتُحافظ على حماسك ودوافعك نحو تحقيق أهدافك. وأخيراً دعني أقول لك إنّ بلوغ الأهداف لا يأتي عن طريق المُصادفة بضربة حظ، بل يأتي عن طريق العمل الدؤوب دون كلل أو ملل ومن خلال بذلنا لأقصى جهودنا من أجل تحقيق هذا الهدف. وإذا ما اعترضتنا العراقيل وإذا ما واجهتنا الصعوبات؛ فلنتذكر أولئك الذين يُعانون حقّاً في حياتهم ولكنّهم لم يستسلموا وأصبحوا من العظماء اليوم والقصص والشواهد على ذلك كثيرة. وتذكّر أنّ الإنسان مهما كان يمتلك من العزيمة والإيمان بقدرته على النجاح فإنّه لا بدَّ له أن يتذوّق طعم الإحباط والتعب وحتّى الشعور بأنَّ جهده يذهب بلا فائدة. وأنَّ قُدرة الإنسان على تحقيق نجاحه أو فشله تتوقّف على قُدرته على الصمود في تلك المواقف الصعبة والشّاقة. إقرأ أيضاً: 13 خطوة تضمن لك التّحفيز الذاتي للنجاح وفي الواقع فقد مررتُ بهذا الشعور، وشعرتُ لبرهة من الوقت أنَّ جهودي في كتابة المقالات لا فائدة منها وأنَّ لا أحد يهتم فعلاً بقراءة ما أكتب، ولكنّني اليوم وبعد أن كتبتُ هذه المقالة، ضحكت من نفسي. فالحقيقة أنّني ما زلت في أوّل الطريق والنجاح يحتاج إلى الصبر والوقت والجهد المستمر والمتواصل، وقد اقتنعتُ بذلك وشعرتُ بأنّني يوماً ما حتماً سأصل لتحقيق ما أُريد وأنَّ ما أمرُّ به من عَقَبَات أو ظروف حتماً ستجعلني أفضل وأبرع وأذكى وأكثر خبرة ممّا أنا عليه الآن. لذلك أقول لك لا تيأس بل واصل العمل بعزم أكبر كلّما واجهتك العَقَبَات أو أحبطتك الظروف واضعاً هدفك نصب عينيك ومُحافظاً على دافعك للاتجاه نحو تحقيقه وستصل من دون أدنى شك. وتذكر المثل القائل: "الطريق المفروشة بالورد لا تقود إلى المجد".

منقول من المصدر:

 كيف تحافظ باستمرار على دوافعك أمام جميع العَقبات التي تحول دون تحقيق هدف ضخم كيفية تحقيق أصعب أهدافك خمس نصائح للحفاظ على حماسك لتنفيذ قرارك للعام الجديد الدكتور توراو توكودا، كتاب الغبي ينجح (فلسفة ماذا تفعل لكي تصنع المعجزات)، دار زهران للنشر (عمان)، عام 2009.

تقديم الدعم لمن يعاني من التوتر

في هذه المقالة ستتمكّن من معرفة كيفية التعرّف على التَّوتُّر عند الآخرين واستكشاف استراتيجيةٍ من خمس خطواتٍ لتقديم الدعم بلباقةٍ دون أن تُثْقِلَ من كاهلك.

  كيفية التعرف على التَّوتُّر لدى الأخرين:

التَّوتُّر هو ما يحدث عندما تتجاوز الطلبات المفروضة على شخصٍ ما الحدّ القادر على مواجهته بسهولةٍ. وعلى الرّغم من أنّ مقداراً معيّناً من الضّغط يُمَثِّلُ جزءاً من الحياة اليوميّة، ويمكن أن يساعد الأشخاص على أداء مهامهم بشكلٍ أفضل إلا أن الضغط المفرط قد يؤدي إلى زيادة التَّوتُّر. إن كانت منظمتك تملك سياسةً بشأن الصحة العقلية، أو مديراً نشيطاً للموارد البشرية فمن المرجّح أن تتمّ مساعدتك عند ملاحظة أوّل صديقٍ أو زميلٍ في العمل حدوث تغييرٍ في سلوك من يعانون من التَّوتُّر. فيما يلي بعض الأمثلة على السلوكيّات غير العاديّة التي قد تُشَكّل إشاراتٍ لوجود التَّوتُّر: الزجر على الزملاء. فقدان التركيز. تأجيل اتخاذ القرارات. الأرق. التقلب العاطفي. القلق. تصرّفات غريبة.

لماذا يجب تقديم الدعم؟

عندما تعلم أنّ شخصاً ما يعاني من التَّوتُّر قد يكون من الصعب طرح الموضوع، فقد تكون خائفاً من التسبب في إساءة، أو تفاقم المشكلة، أو جعل الشخص الأخر غاضباً أو عاطفياً للغاية. لكن تقديم دعمك الخاص يمكن أن يكون خطوةً أولى حاسمةً لمحاربة المشكلات العقلية والبدنية الخطيرة الناتجة في أغلب الأحيان عن التَّوتُّر المفرط، مثل الإرهاق، والاكتئاب، والأرق والتعب، وحتى أمراض القلب. يمكن للمشاكل الناجمة عن التَّوتُّر أن تتجاوز التأثير على الفرد الذي يعاني منها، حيث يمكن أن تبدأ في التأثير على أدائه في العمل، مما يجبر الأخرين على تحمّل الركود أو الأعباء الإضافية. يمكن أن يساعد دعمك في تخفيف هذه الآثار الجانبية والحفاظ على علاقات الفريق قويةً. شاهد بالفيديو: ارشادات لتجنّب التوتر الناجم عن العمل.

كيفية دعم زميل العمل الذي يعاني من التَّوتُّر؟

هناك خمس طرقٍ يمكنك من خلالها تقديم الدعم العملي والعاطفي لزميلك الذي يعاني من التَّوتُّر:

1. تحقيق التواصل: إن كنت تشكّ أنّ شخصاً معيّناً يعاني من التَّوتُّر فإبحث عن لحظةٍ هادئةٍ لتسأله كيف يعمل، قد يتطلّب الأمر بعض الشجاعة للاقتراب منه في البداية، خاصةً إن كان غاضباً بشكلٍ متكرر، لذا كن حذراً، وعليك التحدّث معه على انفراد وأن تكن لبقاً وحساساً. ابدأ المحادثة بسؤالٍ محايدٍ يشجّعه على الانفتاح، على سبيل المثال: "لقد لاحظت أنك تبدو مختلفاً مؤخراً، هل يمكنني المساعدة؟"، قد لا يرغب بالتحدث في الأمر، وبهذه الحالة عليك احترام خصوصيته، ورغم ذلك عليك إخباره أنّك موجودٌ بحال رغب بمحادثتك. إذا شعرت أنه بدأ بالانفتاح يمكنك استخدام الذكاء العاطفي، واستمع إلى إجابته بدون إصدار الأحكام، فهذا سيُظْهِرُ لهُ أنّك مهتمٌّ، لأنه في بعض الأحيان مجرد معرفة أنّ شخصاً ما يستمع لك يمكن أن يساعد بقطع شوطٍ كبيرٍ نحو تخفيف عبء التَّوتُّر. إقرأ أيضاً: أبرز الصفات التي تدلُّ على صاحب الذكاء العاطفي

2. التعرف على أصل المشكلة: يمكن أن يحدث التَّوتُّر من خلال مجموعةٍ من الأشياء المختلفة، قد يكون مرتفعاً خلال فتراتٍ منتظمةٍ (عند إعداد التقارير الشهرية مثلاً، أو عند مدفوعات الأقساط الشهرية) أو قد يكون مستمراً (ناتج عن علاقات صعبة في العمل أو في المنزل)، أو قد يحدث التَّوتُّر لمرةٍ واحدةٍ نتيجة التعامل مع مصيبةٍ ما أو خسارةٍ شخصيّةٍ. يعتمد الدّعم الذي تُقَدّمه لصديقك أو زميلك في العمل على ماهية المشكلة، لذا حاول الوصول إلى جذر المشكلة من خلال طرح أسئلةٍ مفتوحةٍ تشجّعه على التحدّث عن مشاعره، أو المشاكل التي سببت تلك المشاعر. في بيئة العمل تنشأ المشاكل عادةً من أحد المصادر الثلاثة: عبء العمل: عندما تكون كميّة العمل الذي يجب القيام به أكثر مما تستطيع التعامل معه. الكفاءة: عندما تشعر أنّك لا تملك المهارات التي تحتاجها للقيام بوظيفتك بنجاح. العلاقات: تحدث عندما تشعر بأنّ زميل العمل يتّسم بالعدوانية، وغير متعاون، أو غير ودود. ملاحظة: التَّوتُّر لا يتطوّر دوماً من القضايا الخاصة بالعمل، فإذا كنت تعتقد أنّ مشكلة زميلك في العمل ناتجةً عن سببٍ ما في المنزل، عليك أن تكون أكثر حساسيّةً في تعاملك معه، وقد لا تجد طريقةً لمساعدته، لكن لايزال بإمكانك الاستماع له والتعاطف معه.

3. الطرق العملية للمساعدة: إن كان السبب الرئيسي لتَوَتُّر زميلك في العمل هي إحدى المصادر الثلاث السابقة فاستخدام هذه الاستراتيجيات لتقديم بعض الحلول العملية:

أ. عبء العمل: الأشخاص الذين يواجهون أعباءَ عملٍ صعبة غالباً ما يعانون من التَّوتُّر لأنهم غير قادرين على رؤية نهاية ما يجب القيام به أو توقّعه، وفوق ذلك فإن التَّوتُّر يتسبب لهم بالمزيد من التشويش والارتباك، وهنا تبدأ الدائرة بالحدوث. يمكنك البدء بمساعدة زميلك في العمل، أولاً اجلس معه وقم برسم قائمةٍ للمهام، ثمّ قم بتعيين رقمٍ لكلّ مهمّةٍ بناءً على أولويتها، وبحال كان يملك مهاماً تستهلك الكثير من الوقت ويجدها منهكةً فحاول أن تقوم بتقسيمها إلى مجموعاتٍ يمكن التحكّم بها، وهذا سيجعل من الأسهل بالنسبة له تحقيق "انتصاراتٍ سريعة". إذا كان هناك أية مهام ذات أولوية منخفضة في القائمة فيمكنك تقديم المساعدة -إن كنت تملك القدرة- أو تفويض العمل لشخصٍ أخر في الفريق. ملاحظة: تقع مسؤولية تعيين العمل على عاتق المدير في العمل، لذلك عليك دوماً التحقق منه قبل إعادة ترتيب أعباء العمل، وإن أمكن شجّع الشخص الذي يعاني من التَّوتُّر على القيام بذلك، وإن كان غير قادرٍ على ذلك فقم أنت بإثارة الموضوع بحكمة مع مديره.

ب. الجدارة: عندما يشعر شخصٌ ما بأنّه لا يملك الإمكانيّات اللازمة لإنجاز العمل فقد يكون ذلك خطيراً ومخزياً، حتى وإن كان ذلك غير حقيقيّ. يمكنك مساعدة زميلك في العمل بتذكيره بالمهام المماثلة التي كان يقوم بتأديتها بشكلٍ جيدٍ في الماضي، أو المجالات الأخرى التي بَرَعَ فيها، أو سَاعَدَ أعضاء الفريق بإنجازها، ولكن إن كان هناك فجوةً حقيقيةً في المهارات فاقترح عليه التحدّث إلى مديره حول التدريب والتوجيه اللازم. ملاحظة: قد يكون من الصّعب الاعتراف بالأمر، ولكن في بعض الحالات قد يستفيد الأشخاص الذين يشعرون بأنّهم أقلّ مهارةٍ وغير مستعدين للقيام بمهامهم من تغيير دَّورهم في الوظيفة. وفي بعض الحالات لا يمكنك المساعدة في هذه المشكلة بالذّات، باستثناء التشجيع بلباقة بأنّ بمقدوره التعامل مع هذا العمل مع أكبر قدرٍ من الإيجابية.

ج. العلاقات: العلاقات الصعبة غالباً ما تتسبب في زيادة الضغط سواءً كانت من مديرٍ متنمّر، أو عميلٍ صعب الإرضاء، أو زميلٍ ساخر، ويمكن لمعظمنا التفكير بشخصٍ قد يسبب زيادة الضغط لدينا. استمع جيداً لما يعاني منه زميلك في العمل، وحاول تقديم منظورٍ آخر للموقف، لكن لا تحاول الانحياز إلى أيّ جهةٍ لأنّ ذلك قد يشعل الموقف، وبدلاً عن ذلك انظر فيما إن كان بالإمكان إعادة صياغة سلوك الشخص الأخر خاصةً إن كنت تعتقد أن زميلك قد أساء فهم الأمور. ومع ذلك إن كان السلوك غير مقبول (على سبيل المثال إذا تعرّض زميلك للتخويف أو المضايقة، أو المعاملة غير العادلة) فقم بتشجيعه أن يكون حازماً، أو أن يطلب المساعدة من مديره المباشر أو من مدير الموارد البشرية. ملاحظة: في بعض الحالات قد لا يشعر زميلك في العمل بالثقة الكافية للتحدث عن مشاكله مع مديره، أو مدير الموارد البشرية، وفي هذه الحالة يمكنك أن تعرض عليه مرافقته أو التحدّث بالنيابة عنه مع المدير، ولكن إن قمت بذلك فاحرص دائماً أن تحصل على موافقة الشخص مسبقاً، وإلا سيرى زميلك الموقف أنّه خرقٌ للثّقة ويتفاعل معه بغضب. ومع ذلك إن كانت المشكلة خطرةً للغاية، أو بدأت تؤثر على عمل الأخرين فقد لا تملك خياراً سوى نقلها للمدير.

4. عرض الصداقة: لا يمكنك دائماً حل مشاكل شخصٍ أخر، وقد تؤدي محاولة القيام بذلك إلى التسبب بالتَّوتُّر لك أيضاً، ولكن بكل الأحوال لايزال بإمكانك أن تكون داعماً ولطيفاً. قم بتقديم القهوة لزميلك على الدوام، وتأكّد من أنّه يعلم بأنّك موجودٌ دوماً للاستماع إليه. إذا كانت المشكلة حادّة ومستمرّة شجّعه على الاتصال ببرنامج مساعدة الموظفين في منظمتك -إن كان موجوداً- فقد يحصل على المساعدة المهنيّة، أو عوضاً عن ذلك يمكنك توجيهه باتجاه شبكات الدعم الخارجية أو الجمعيات الخيرية أو خطوط اتصالات المشورة. تلميح: يمكن أن تساعد الإجراءات البسيطة مثل الخروج في نزهة مع زميلك في توطيد الصداقة، ومن المرجح أن تسهل على صديقك مناقشة مشاكله معك بهذه الحال. يتيح لك الخروج من المكتب أو الابتعاد عن الموقف الذي يسبب التَّوتُّر فرصةً لكليكما للحصول على بعض الهواء النقي والتمرينات، مما يساعد على تخفيف التَّوتُّر أيضاً.

5. لا تتورط كثيراً: من المرجح أن يخفف دعمك من عبء التَّوتُّر الذي يشعر به زميلك، ولكن تذكر مراعاة وقتك، وطاقاتك، وإمكانياتك، وقدراتك، وحتى مستوى الصبر لديك. سيكون هناك الكثير للاستماع إليه والتفكير به، وتقديم المشورة بشأنه دون الشعور بالإرهاق. قد تجد أنّه يبدأ بجرّك نحو الأسفل في النهاية، وهذا قد يسبب مشاكل بينك وبين زميلك أيضاً إن لم تكن حريصاً. قد ترغب بتحقيق أفضل نتيجة ممكنة لزميلك في العمل، ولكن يجب ألا يكون ذلك على حساب صحتك. تظهر الأبحاث أن التَّوتُّر قد يكون له "تأثيرٌ متموّج" على الأشخاص القريبين من الشخص المتوتر، يمكنك إلقاء نظرة على مقالتنا "إدارة التّوتّر، خلق الهدوء في حياتك المهنية" للحصول على نصائح حول الطرق المتبعة لمواجهة التوتر وكيفية مساعدة الأخرين في إدارة التوتر.

تحذير: يمكن أن يسبب التَّوتُّر مشاكل صحية حادةً وفي حالاتٍ معينةٍ قد يسبب الموت، وعلى الرغم من أن تقنيات إدارة التَّوتُّر لها تأثيرٌ إيجابيٌّ للحد من التَّوتُّر، إلا أنها وُجِدت للإرشاد فقط، ويجب على القراء أخذ نصيحة المتخصصين الصحيين المؤهلين لهذا الغرض بحال كان لديهم أيّ مخاوف بشأن الأمراض المرتبطة بالتَّوتُّر، أو زيادة مستويات التَّوتُّر لديهم أو الشعور بالتعاسة. كما يجب استشارة المهنيين الصحيين قبل إحداث أي تغيير كبير في النظام الغذائي أو مستويات ممارسة الرياضة.

  المصدر: مايند تولز 

رسائل تربوية 1

  العنوان  الرسالة أطفالنا مرآتنا: كيف تنعكس مشاكلنا عليهم؟ أطفالنا بالنسبة لنا كمرآة تعكس حياتنا.....